يشهد المشهد الدرامي المغربي تحولًا غير مسبوق مع إنتاج مسلسل بوليسي جديد، يُعد الأضخم في تاريخ القناة الثانية (2M)، سواء من حيث الميزانية أو الطاقم الفني والتقني. المشروع، الذي لا يزال عنوانه الرسمي طي الكتمان، يحمل طموحات عالية لترسيخ معايير جديدة في صناعة المسلسلات التلفزيونية بالمغرب.
بميزانية تصل إلى 1.5 مليون درهم للحلقة الواحدة، يتجاوز هذا العمل بكثير سقف الإنتاجات التلفزيونية المحلية، حيث يتراوح متوسط تكلفة الحلقة في المسلسلات المغربية بين 350 ألف و450 ألف درهم. هذه الإمكانيات المالية الاستثنائية تواكبها رؤية إخراجية رفيعة المستوى، بقيادة المخرج والمنتج نور الدين لخماري، الذي يشغل منصب المشرف العام على المسلسل، فضلًا عن إخراجه لأربعة حلقات منه.
ويُعرف لخماري بأعماله السينمائية ذات الطابع السوداوي والواقعية الحادة، مثل "كازانيغرا" و"زيرو"، وهو ما يَعِد بمقاربة سينمائية جديدة لمسلسل تلفزيوني مغربي. إلى جانبه، يتولى المخرج هشام عيوش إخراج حلقتين، فيما تقدم ياسمين بنكيران لمستها الإبداعية من خلال حلقتين أخريين، ما يمنح المشروع تنوعًا بصريًا وسرديًا غير مألوف في الدراما المحلية.
ويتنقل طاقم العمل بين مواقع تصوير متعددة، تشمل مدن الدار البيضاء، أرفود، ورزازات، ومرزوكة، حيث تمتزج الأجواء الحضرية الصاخبة للدار البيضاء بالمشاهد الصحراوية الشاسعة التي تضفي على المسلسل بعدًا بصريًا مميزًا. حاليًا، يجري التصوير في أرفود تحت إشراف المخرج هشام عيوش، الذي يلتقط مشاهد رئيسية من القصة في هذا الفضاء الطبيعي الأخّاذ.
ورغم السرية المحيطة بأسماء المشاركين في العمل، فقد تأكد ظهور النجمين رشيد الوالي وفتيحة الجوهري في أدوار رئيسية، إلى جانب مجموعة من المواهب الصاعدة التي من شأنها أن تضخ دماءً جديدة في الإنتاجات التلفزيونية المغربية.
يمثل هذا المسلسل رهانًا كبيرًا لـ 2M، التي تسعى إلى تقديم إنتاج محلي بمواصفات عالمية، قادر على منافسة الأعمال الدرامية الكبرى. لكن هل ستنعكس هذه الميزانية الضخمة على جودة المحتوى ومدى نجاحه جماهيريًا؟ الإجابة ستظل معلقة إلى حين عرضه، لكن المؤكد أن المشاهد المغربي على موعد مع تجربة تلفزيونية استثنائية قد تعيد رسم ملامح الدراما المغربية.
© Cinenews . All rights reserved 3wmedia.ma